أن وصف الطفل بأنه يسرق يكون وفقا لمعايير الراشدين أما الطفل نفسه فلا يشعر بأنه ارتكب جرما لأنه ببساطة لا يعرف القواعد التي تنظم ملكية الأشياء بالنسبة له وللآخرين. ولذلك حرصنا في هذا المقال من سلسلة مقالات مدونة بيور بتسليط الضوء على تلك المشكلة للتعرف على أسبابها وكيف يمكن علاجها.
السرقة: سلوك سلبي يقوم به الطفل من أجل الحصول على ممتلكات الغير
وهي من السلوكيات التي يكتسبها الطفل من بيئته عن طريق التعلم وتبدأ السرقة كاضطراب سلوكي واضح في الفترة العمرية 5-8 سنوات وقد يتطور ليصبح جنوحا في عمر 10- 15سنه وقد يستمر الحال حتى المراهقة المتأخرة.
مظاهر السرقة لدى الأطفال:
-السرقة الكيدية: أي اللجوء إلى السرقة انتقاما من الكبار لكي يلحق بهذا الشخص الهلع والفزع، وفي هذا الشكل يعبر الطفل عن نزعات عدوانية اتجاه الآخرين
-سرقة حب التملك: لتزويده بمستلزمات بسيطة للعب
-السرقة كحب للمغامرة والاستطلاع: إن هذا النوع من السرقة يكون بدافع من الطفل للمغامرة والاستطلاع على أمور لم يرها سابقا أو تبدو غريبة عليه كان يستغل غياب حارس الحديقة من أجل قطف ثمار معينة لم يذقها سابقا
-السرقة كاضطراب نفسي: تتعدد العوامل النفسية التي تدفع الطفل إلى السرقة منها الحاجة إلى النفوذ أو الجوع أو الاستطلاع، وتظهر على شكل اضطراب سلوكي مثير له دوافعه النفسية العميقة ناتج صراعات مرضية في نفس الطفل لا يمكن لنا الجزم بوجودها إلا عن طريق التحليل النفسي
-السرقة لتحقيق الذات: قد يسعى الطفل إلى السرقة من أجل إشباع حاجات داخلية يرى فيها كيانه كسرقة المال من أجل الذهاب إلى السينما أو من أجل شراء بعض الأشياء أمام زملائه لكي يظهر نفسه.
-السرقة نتيجة للحرمان: يسعى الطفل إلى تعويض الحرمان الداخلي عن طريق السرقة.
أسباب هذه المشكلة:
1-الأساليب التربوية الخاطئة في التعامل مع الطفل كاستخدام اسلوب القسوة والعقاب أو التدليل الزائد و إذا رافق ذلك عدم تعويد الطفل على التفرقة بين ممتلكاته وخصوصيات الاخرين كذلك القدوة غير الحسنة لها دور فعال في ممارسة الطفل لهذا السلوك .
2-البيئة الخارجية التي تحيط بالطفل فوجود الطفل وسط جماعة تمارس السرقة تجعله ينصاع لأوامرها حتى يحصل على مكانته فيها .
3-عوامل داخلية في الطفل كشعوره بالنقص أمام أصدقائه اذا كانت حالة الأسرة الاقتصادية سيئة فيسرق لشراء ما يستطيع ان يتفاخر به بينهم .
او كردة فعل عدوانية من الطفل ورغبة في الانتقام والتمرد على السلطة او لغيرته ممن حوله .
4-عرض وسائل الإعلام لأفلام ومغامرات تمارس هذا السلوك واظهار السارق بالبطل القوي وهذا يعطي للطفل نماذج يحتذي حذوها فيتعزز لديه هذا السلوك .
5-حرمان الطفل من شيء يريده ويحب ان يمتلكه سواء كان هذا الحرمان متعلق بالأمور المادية او المعنوية .
علاج السرقة لدى الأطفال:
-يجب على الأب أن يواجه الأمر ولا يتهرب منه وأن يوضح لطفله العواقب الخطيرة لهذا الأمر.
-يجب بعد أن يعرف الطفل أن سلوكه كان خاطئا أن يتخذ الإجراءات اللازمة لرد الشيء لصاحبه.
-يجب أن يبادر الوالدين إلى معرفة السبب وعلاجه.
-المساواة بين الأبناء حتى لا تكون الغيرة سببا في ظهور هذا السلوك.
-حينما ترفض أمرا يجب أن يكون الرفض مبررا، ومنطقيا وبأسلوب هادئ.
-لا تجعل الطفل يشعر بأنه مجرم وحاول أن تساعده على تجاوز الموقف بهدوء، ولكن بحزم أيضا.
-راقب طفلك باستمرار وتقرب إليه وراقب سلوكه وأصدقائه.
-لا تترك أمام طفلك المغريات التي تجره إلى السرقة فلا تترك الأموال مبعثرة على المكتب مثلا، واحتفظ بأشيائك الثمينة في أماكنها المخصصة لحفظها.
-حاول توفير ما يلزمه من مأكل وملبس ومصروف ونحوه.
-توجيه الطفل أخلاقيا ودينيا وأ ن توضح له عقاب من يفعل ذلك عند الله فقد يكون الطفل يجهل معنى السرقة او يقلد صديق له .
-احترم ممتلكاته.
-لا تؤنبه او تشهر به على سلوك السرقة امام الغير حتى لا يلجأ للتكرار .
-قص عليه بعض القصص التي توضح مآل السارقين ولكن لا تشير الي أنه منهم .
-استخدم التعزيز فعندما لا يسرق في يوم ما كافئه باصطحابه لرحلة مميزه او اعطائه بعض النقود.
-عندما تلاحظ ان طفلك قد سرق ممتلكات غيره دعه يعود بها لصاحبها وان يعتذر منه وعده بمكافأة او هدية قيمة ان هو فعل ذلك.
-حاول ان تشعر طفلك بحبك وحنانك فقد يسرق الطفل لشعوره بالنقص فيعوض ذلك بالسرقة حتى يرضي ذاته.
-ابعد طفلك عن اصدقاء السوء الذين يزينون له مثل هذه السلوكيات.
-شجع الطفل على الحوار واظهار ما يكبته في الباطن .
الأن ممكن أن تتواصل مع بيور لعلاج مثل تلك المشكلات عبر الرقم 98822465