يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية فلا يجوز أن تتسامح الأمّ بموضوع ثمّ يأتي الأب ويناقضها كليّا في نفس الموضوع !
إنّ مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند طفلك.. وهذه المشاعر غالبا ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
طفلك بحاجة لمن يضع له حدودا في كل مجالات حياته اليومية فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل ومتى يستحم ومتى يذهب إلى سريره وكذلك ترتيب أغراضه كل ذلك يعطيه شيئا من الانضباط داخل الأسرة .
وإذا أمعنا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط نجد أنّهن على حالين :
• من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته وتقوم هي بترتيب كلّ شيء.. ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله !
• ومنهن من تثور ثائرتها فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى.
وكلا الحالتين جانبهما الصواب.. فالأمّ الأولى تنشئ طفلا اتكاليا والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
الطفل الفوضوي :هو الذي يوصف بأنه كثير العناد والفوضى محاولاً جذب من حوله بكثرة كلامه أو تصرفاته الفوضوية أو الحركة الزائدة، وغالباً ما يتحدى من هم أكبر منه ويسبب لهم الشعور بالفشل وخيبة الأمل.
صفات الطفل الفوضوي:
ý كثير الانفعال.
ý الاعتداء على من حوله.
ý الاستهزاء دائماً.
ý إثارة الفوضى دائماً.
ý التعامل مع الآخرين بعنف.
ý الانحراف في السلوك.
ý القيام بأعمال تخريبية.
ý سب وشتم من حوله من الأقران أو الإخوة.
ý اللامبالاة بالقوانين المفروضة عليه.
أسباب السلوك الفوضوي:
-التمرد والتعبير عن الغضب والرغبة في الاستقلال ، حيث يميل الطفل إلى عدم الاهتمام بالنظافة والترتيب والنظام مدفوعا برغبة داخلية في الانتقام من الوالدين لرغبته في أن يستقل بقراراته، وتعبيرًا عن رغبته في التخلص من سيطرة الوالدين المستمرة على كل تفاصيل حياته.
-عدم تدريب الطفل على تحمل المسئولية فالطفل يتعلم سلوك النظام والنظافة والترتيب من خلال الأبوين ولا يولد وهو مزود بهذه الصفات وإنما تعمل التنشئة الاجتماعية على تطوير هذه العادات وتنميتها لدى الطفل.
-قد يكون السبب في ذلك وجود إعاقات لدى الطفل بصرية أو حركية ، أوغير ذلك , كما قد يكون السبب وجود بعض الاضطرابات الانفعالية .
ويمكن تجنب السلوك الفوضوي للطفل بتجنب الأسباب وذلك عن طرق:
-أن يجعل الوالدان من نفسهما قدوة للطفل في مراعاة قواعد النظام والنظافة والترتيب.
-إتاحة الفرصة للطفل لتأكيد ذاته وتدعيم استقلاليته بالقدر الذي يسمح لمهاراته بالنمو في الاتجاه الصحيح.
-التدريب المبكر على مهارات النظام والنظافة والترتيب مع مراعاة التشجيع المستمر للطفل والتأكيد على قدرته على القيام بالمهام الموكلة إليه ويمكن ممارسة هذا التدريب من خلال المهمات المنتظمة مثل وضع الملابس المتسخة دائما في سلة الغسيل ولا يسمح أبدا بوضعها في مكان آخر وابتداء من سن خمس سنوات يجب أن يتم تدريب الطفل على ترتيب سريره كما يمكن إشراك الطفل في بعض الأعمال المنزلية.
-تدريب الطفل على الاهتمام بمظهره وأن يرتدي الملابس المخصصة لكل نشاط يقوم به فتكون هناك ملابس مخصصه للرياضة وأخرى للخروج .
-تعليم الطفل الاهتمام بأخر أصغر منه
– تدريب الطفل على أن يتحمّل بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما كترتيب أغراضه.. فيمكن أن تعلّمي طفلك البالغ (3سنوات) أن يرفع لعبه قبل الطعام وإعادتها إلى مكانها وترتيب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
– أظهري مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل ودربيه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤون.
و يسرنا تقديم برامج لتعديل مثل هذا السلوك