مقال اليوم يمثل الحلقة الخامسة من سلسلة مشكلات الطفولة في مدونة مركز بيور للاستشارات النفسية والتي نحرص فيها بنشر الوعي والإرشاد الأسري نحو تنشئة جيل ذو بنية جسمية وصحة نفسية سليمة. وهو عن الخجل لدى الأطفال ،والطفل الخجول عادة ما يتجنب الآخرين ولا يميل للمشاركة في المواقف الاجتماعية ويبتعد عنها .و يكون خائف ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين متردد ويكون صوته منخفض وعندما يتحدث اليه شخص غريب يحمر وجهه وقد يلزم الصمت ولا يجيب ويخفي نفسه عند مواجهة الغرباء ويبدأ الخجل عند الاطفال في عمر 2-3 سنوات. ويكون لذلك أثار نفسية واجتماعية وتعليمية إذا ما أستمرت تلك المشكلة مع الطفل لما بعد سن السادسة من العمر.
تعريف الخجل لدى الطفل:
هو الانطواء على النفس ورفض مشاركة من في عمره في اللعب، أو هو عدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المحيط الذي يعيش فيه، أو هو فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص مع توقّع الخطر والنقد الدائم له من قبل الآخرين. وذلك يختلف عن الخجل الطبيعي أو الحياء وهو التزام الطفل بمنهج الفضيلة والأخلاق وآداب الدين.
أسباب الخجل عند الاطفال:
1-مشاعر النقص التي تعتري نفسية الطفل: وذلك قد يكون بسبب شكله او بسبب كثرة ما يسمعه من الأهل من أنه دميم الخلقة ويتأكد ذلك عندما يكون يقارن نفسه بأخوته أو أصدقائه. وقد تكون مشاعر النقص تلك تتكون بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة الذي يؤدي لعدم مقدرة الطفل على مجاراة أصدقائه فيشعر بالنقص وبالتالي الخجل .
2-التأخر الدراسي: إن انخفاض مستوى الطفل الدراسي مقارنة بأقرانه في نفس الصف يؤدي لخجله
3-افتقاد الشعور بالأمن: الطفل الذي لا يشعر بالأمن والطمأنينة لا يميل إلى الاختلاط مع غيره اما لقلقه الشديد واما لفقده الثقة بالغير وخوفه منهم فهم في نظره مهددون له يذكرونه بخجله وايضا خوفا من نقدهم له .،كذلك الطفل تنتابه تلك المشاعر مع الكبار فيخشى من نقد الكبار وسخريتهم خاصة الوالدين.
4-اشعار الطفل بالتبعية: بجعل الطفل تابعا للكبار وفرض الرقابة الشديدة عليه وذلك يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال وكذلك اتخاذ القرارات المتعلقة به مثل لون الملابس وماذا يريد ان يلبس ويكثر الوالدين من الحديث نيابة عن الطفل وعدم الاهتمام بأخذ رأيه فمثلا يقول الوالدين احيانا : هو يحب السكوت مع ان هذا الطفل لم يتكلم ولم يعبر عن رأيه اطلاقا .
5-التجريح أمام الأقران: فهناك بعض الآباء أو الأمهات لا يبالي بتجريح الطفل امام اقرانه وذلك له أكبر الأثر في نفسية الطفل .
6-تدعيم الخجل: تكرار كلمة الخجل أمام الطفل ونعته بها فيقبل الطفل بهذه الفكرة وتجعله يشعر بالخجل وتدعم عنده هذه الكلمة الشعور بالنقص .
7-الوراثة وتقليد أحد الوالدين: عادة ما يكون لدى الأباء الخجولين أبناء خجولين والعكس غير صحيح ودعم أحد الوالدين للخجل من الطفل على انه أدب وحياء سبب جوهري في الخجل .
8-اضطرابات النمو الخاصة: كاضطرابات اللغة تجنب الطفل الاحتكاك بالأخرين كما أن إصابته ببعض الأمراض مثل الحمى او الإعاقة تمنعه من الاندماج او حتى الاختلاط مع أقرانه ويجد في تجنبهم مخرجا مريحا له.
9-التعرّض لبعض الظروف: مثل الانتقال من البيت لبيت آخر، أو فقدان الأصدقاء القريبين منه، أو انفصال الوالدين، أو وفاة أحد أفراد العائلة.
10-الإصابة بمرض أو اضطراب: مثل الإصابة بالأكزيما، أو التبوّل اللاإرادي، أو التأخّر في التكلّم. صعوبات تعلم ، مما يفقده الثقة بنفسه نتيجة التخوّف من ردود فعل الآخرين واستهزائهم به.
11-الإفراط في توفير الحماية له و العزلة الاجتماعيّة: وذلك بسبب طبيعة الوالدين، أو مكان سكن الأسرة، أو الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية.
علما أن مثل هذه الحالات يتم علاجها بمركز بيور للاستشارات النفسية