الصدق سمة أساسية للحياة ، وهو ركيزة أولى لشعور الفرد بالمسئولية ، سواء كانت مسئولية دينية أو عملية أو اجتماعية . و الكذب سلوك شائع في مرحلة الطفولة كثرة تكراره يسبب تعود النفس عليه ، واستهانتها به ، حتى يصبح عادة ملازمة لها .، وكثيراً ما ينظر الآباء إلى الكذب عند الأطفال بقلق شديد دون النظر إلى أسبابه ودوافعه ، ومقال اليوم نتناول فيه مشكلة الكذب عند الأطفال وهو يمثل الحلقة السابعة من سلسلة مشكلات الطفولة التي نسلط الضوء عليها بمدونة مركز بيور للاستشارات النفسية لنشر الوعي والإرشاد الأسري لنحقق نمو سوي وسليم لأطفالنا
اختلاق الوقائع والأحداث لدى الطفل من عمر 3-6 سنوات ليس كذب إنما هو خيال الطفل ومؤشر لقدرات الطفل الإدراكية و نسبة ذكائه.
أما الكذب فهو تجنب قول الحقيقة وابتداع مالم يحدث مع المبالغة في نقل ما حدث واختلاق وقائع لم تقع . والكذب سلوك مكتسب من البيئة التي يعيش فيها الطفل وهو سلوك اجتماعي غير سوي يؤدي الى العديد من المشاكل الاجتماعية إذا استمر مع الطفل لما بعد السادسة من العمر .
أسباب مشكلة الكذب لدى الطفل:
1) افتقار الطفل لوجود القدوة الحسنة في بيئته التي يعيش فيها فمشاهدة الصغير للكبار عندما يمارسون أسلوب الكذب في حياتهم اليومية له أكبر الأثر في حذو الصغير لهذا السلوك فمثلا عندما يتصل شخص بالهاتف يطلب الأب يبادر الأب للصغير : قول له اني غير موجود .
2) انفصال الوالدين ومكوث الطفل مع الزوجة الجديدة فيتخذ الكذب كوسيلة لتسهيل أموره.
3) القسوة في التعامل مع الطفل عندما يعمل خطأ فيلجأ الطفل للكذب ليحمي نفسه من العقاب.
4) التفرقة في المعاملة بين الأبناء يدفع الطفل للكذب على أخيه لغيرته الشديدة منه وحبا للانتقام .
علاج مشكلة الكذب لدى الأطفال:
-كن عزيزي المربي قدوة حسنة للطفل .
-عود الطفل على المصارحة وأن لا يخاف مهما أخطأ لأن الطفل يندفع للكذب في بعض الأحيان خوفا من الضرب والعقاب .
-تجنب عقاب الطفل بالضرب والتعنيف فهذه الطريقة غير مجدية ووسيلة مضلله لتعديل سلوك الكذب.
-يجب أن نزرع في الطفل المفاهيم الأخلاقية والدينية وأن نوضحها له.
-ناقش معه السبب الذي دعاه للكذب وأخبره بأنه إن اعترف بخطئه لن يعاقب.
-ابتعد عن تعنيفه والسخرية منه أو التشهير به أمام أخوته لأن ذلك يخفض من مفهوم ذاته وبالتالي قد يلجأ للكذب لإخفاء مواطن الضعف في شخصيته أمامك .
-قد يكون طفلك لا يكذب بل يتخيل وتتوقع أنت أنه يكذب فوضح له الفرق بين الاثنين .حيث أنه لدى بعض الأطفال سعة في الخيال تدفعهم لابتداع مواقف وقصص لا ينسجها أي منهم في أساس من الواقع وإنها أمور يلفقها الطفل حتى يجد نفسه بين الاخرين ولا يتجاهله من حوله ورغبة في تحقيق مكانته فيشعر الطفل أنه حقق ذاته وهذا يسمى بالكذب التخيلي .أيضا بعض الأطفال يلجأ للكذب عن غير قصد عندما تلتبس عليه الحقيقة ولا تساعده ذاكرته على سرد التفاصيل فيحذف بعضها ويضيف الآخر بما يناسب امكانياته العقلية وهذا النوع من الكذب يسمى بكذب الالتباس يزول من تلقاء نفسه عندما تصل الامكانات العقلية للطفل إلى مستوى يمكنه من ادراك التفاصيل وتذكر تسلسل الأحداث ولا يعني هذا الكذب انحراف في السلوك.
#لعلاج مثل هذه المشكلات يمكن التواصل مع بيور للاستشارات النفسية