العناد
تربية الأطفال مسئولية مشتركة تقع بدرجة كبيرة على الأم في مراحل نمو الطفل الأولى ويجب أن تكون الأم على قدر هذه المسئولية وأن تكون ملمة بأسس التربية السليمة وبخصائص ومتطلبات النمو الجسمية والحركية والنفسية الانفعالية والعقلية المعرفية لطفلها .
وهنا على مدونة بيور للاستشارات النفسية سوف نتعرض لعدد من المشكلات السلوكية لدى الأطفال في مجموعة من المقالات المفيدة والمهمة بالنسبة للوالدين والمربين والأخصائيين والتربويين.
وأول المشكلات السلوكية لدى الأطفال والتي نعرضها في هذا المقال من حيث (التعريف بها _ أسبابها _ علاجها).
والعناد هو السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله والإصرار على الفعل الذي يخالف أوامر من حوله.
أسباب مشكلة العناد لدى الأطفال:
العناد اضطراب سلوكي و يصيب الكبار والصغار، ولكن الصغار يكتسبوه من الكبار، كنوع من التقليد، والطباع المكتسبة، وهو نتاج الاتسام بالعند دون هدف أو وعى ودون تفسير الأسباب، وتتسم هذه الشخصية بعنف ردود أفعالها. وأسباب مشكلة العناد لدى الطفل هي:
-عناد الطفل من أجل إشباع رغبة مؤقتة كالحصول على لعبة، أو شيء جامد، وهو من أنواع العناد الخطيرة لأنه ينم عن شخصية اعتمادية غير مسئولة لا تستطيع التكيف مع ظروف الحياة.
-اصرار الوالدين على تنفيذ اوامرهما الغير مفهومة وغير متناسبة مع الواقع كطلب الام من الطفل ان يرتدي الملابس الثقيلة مع ان الجو دافئ مما يدفع الطفل للعناد كردة فعل .
-رغبة الطفل في تأكيد ذاته واستقلاليته عن الاسرة خاصة اذا كانت الاسرة لا تنمي ذلك الدافع في نفسه.
-القسوة فالطفل يرفض اللهجة القاسية ويتقبل الرجاء ويلجأ للعناد وكذا عندما يتدخل الوالدين في كل صغيرة وكبيرة في حياته ويقيدانه بالأوامر التي تكون احيانا غير ضرورية فلا يجد الطفل من مهرب سوى بالعناد.
-تلبية رغبات الطفل ومطالبه نتيجة العناد تدعم هذا السلوك لديه فيتخذ هذا السلوك لتحقيق اغراضه ورغباته في المواقف المماثلة.
علاج مشكلة العناد لدى الطفل:
* تغيير أسلوب التعامل مع الطفل حيث إن القدوة بالنسبة للطفل هي أول وأصدق رسالة حقيقة يمكن للأم والأب أن يقدمه للطفل كما تظهر هذه القدوة ليس في التعامل مع الطفل فقط بل من خلال التعامل بين الأب والأم.
* يجب التعامل مع الطفل من خلال الصبر والمرونة في التعامل مع الموقف مع عدم العصبية وعدم استخدام الصوت العالي، بجانب استخدام أسلوب التفاهم والإقناع مع الطفل.
* تهيئة الطفل للأمر الذي تريد تنفيذه بحيث لا يكون الأمر المطلوب من الطفل أمر مفاجئ يشعر فيه الطفل بالقهر أو الضغط النفسي ولكن يكون الأمر تدريجي فلا يتسبب الأمر في ضغط نفسي للطفل بل يكون بهدوء وبصوت هادئ.
* عدم الضغط على الطفل في أوامر ليست لها أهمية كما يجب التعامل مع الطفل بمرونة والتغاضي عن الأشياء البسيطة.
* الاتفاق مع الطفل على المهام المطلوبة منه باتفاقيات مسبقة وفي حالة عدم الالتزام يتم وضع عقاب مناسب لرفض الأوامر مثل الحرمان من شيء محبب له ولا يجب أن يكون العقاب أكبر من الموقف، ويجب أن يطبق العقاب مباشرة بعد الموقف ليرتبط بذهن الطفل بحيث يكون العقاب تدريجي يبدأ بالعقاب البسيط ويزداد بالتدريج حتى يتمم الطفل الأمر المطلوب منه.
* يجب على ولي الأمر عدم إعطاء الطفل أمر غير قابل للتنفيذ و جذب انتباهه قبل اعطاءه الاوامر .
* عندما ينفذ الطفل الأمر فعلى الأم والأب مكافئة الطفل من خلال التشجيع والمدح عندما يسلك سلوكًا جيدًا أو يستمع إليك ويطيعك ويمكن أيضًا المكافئة عندما يستجيب الطفل ويكون مطيعًا.
* لا تتحدثي عن سلبيات طفلك أمام الآخرين ولا تضعي مقارنة بين طفلك وطفل آخر.
* تجنب الضرب ومناقشته في النتائج السلبية المترتبة على سلوكه كشخص كبير .
#-في نهاية المقال أشير الى ان الطفل عندما يمر عبر مراحل نموه النفسي انه تظهر لديه علامات العناد وهذا شيء طبيعي يشير الى مرحلة طبيعية من مراحل النمو وهذه المرحلة لكي تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وامكاناته وقدراته وتطويرها فيجب التعامل معها بفهم واعي.
يسرنا تقديم علاجات مثل هذه المشكلات وتعديل السلوك