لا شك أنه في حالة حدوث اضطرابات نفسية يتوجب على الفرد أن يتوجه لطلب المساعدة من أخصائي نفسي علاجي، لكن حقيقة أن غالبية البشر يستطيعون الاستفادة من اللقاءات العلاجية معه.
أحيانا قد يغنيك عن الحاجة للعلاج النفسي وجودك برفقة نظام دعم يكونه الأصدقاء من أصحاب المقدرة الإدراكية العالية خصوصا إن كنت أنت نفسك ذا مهارات إدراكية مميزة.
بينما مهما كنت على معرفة ووعي لنفسك، قد تمر أحيانا بظروف تطلب منك أن تتوقف عندها قليلا وتطلب الرعاية لمواجهتها. ما يعني أن التوقيت يتعلق بالأساس بما يمر معك خلال حياتك!
وهناك مؤشرات تدل على الحاجة لمراجعة أخصائي أو مستشار نفسي وهي:
1. الشعور بالغربة عن ذاتك، الحزن، الغضب
في الواقع قد يكون الشعور بالحزن أو الغضب، اليأس والبؤس مؤشرا على وجود مشكلة ما في الصحة النفسية، خصوصا إن لم تكن قادرا على السيطرة عليه.
وفي حال بدأت تلاحظ أنك تنام أكثر أو أقل من المعتاد بشكل واضح، أو بت تفقد اهتمامك خلال المشاركة مع جلسات الأصدقاء والأهل، شارك ذلك مع أحد الأصحاب المقربين.
أما إن تفاقمت هذه المشاعر، وبدأت تشك في جدوى الحياة، أو تبادرت إلى ذهنك بعض الأفكار حول الموت والانتحار، حينها يجدر بك مراجعة الأخصائي النفسي على وجه السرعة.
2. اللجوء إلى الطعام، الجماع، الكحول أو المخدرات
في حال بدأت تسيء استخدام الأشياء من حولك وبدأت تبدي نوعا من التعلق والاعتماد عليها لتستطيع التأقلم مع ظروفك الشخصية.
على سبيل المثال: هل تشعر ببداية اعتياد وإدمان الطعام، الجنس، الكحول أو المخدرات أو غيرها. في هذه الحالات حري بك أن تطلب يد العون من أخصائي نفسي على وجه السرعة.
3. فقدت شخصا عزيزا أو شيئا يهمك
أحيانا قد تكون علاقاتنا مع الأشخاص والأشياء من حولنا أساسية في علاقتنا مع أنفسنا أيضا، لذا في هذه الحالات قد تؤدي خسارتنا لهذه العلاقات نوعا من الزعزعة في أنفسنا وثباتنا العاطفي والنفسي.
في حال عشت مؤخرا حالة من خسارة شخص عزيز سواء بسبب الموت أو الانفصال، أو طردت من وظيفة طالما أردتها قد تكون في حاجة لإعادة الترتيب في أفكارك وحياتك بمساعدة مختص نفسي.
4. حدث مؤلم أو مخيف
هل حدث ونجوت مؤخرا من حادث طرق، أو انفجار خطير ما؟ هل أصبت أنت أو أحد قريب لك بمرض مزمن وخطير؟ هذه أحداث مهمة قد تحتل مساحة كبيرة من حياتنا وتترك أثرا كبيرا في نفوسنا.
لذا في حال مررت بأمر كهذا تحدث إلى أصدقائك المقربين وافحص إمكانية التوجه لطلب المساعدة من مختص، أحيانا قد تظن الأمر عابرا فتكتشف أن له اسقاطات عظيمة على حياتك.
5. لم تعد قادرا على فعل ما كنت تحب!
سواء كان ذلك لفقدان اهتمامك بالأمر بشكل غير مبرر، أو لحدوث ما يمنعك عن القيام بممارسة ما كنت تحب كمرض أو إعاقة مثلا، عندها يجدر بك أن تتوجه إلى مختص نفسي.
سيقوم المختص بدوره بمساعدتك على فهم عدم اهتمامك وحالتك المزاجية من أين ينبع أو يساعدك من أجل تحجيم تأثير الإعاقة والمرض على عقلك وصحتك النفسية.