يعيش بيننا فئة من الطلاب أصحاب الإعاقات الخفية الذين لا نشعر بهم ونعاملهم بقسوة، فندعوهم تارة بالأغبياء وتارة أخرى بالكسالى؛ على الرغم من بذلهم كل ما في وسعهم لإثبات أنهم راغبون في التعلم، لكن لقلة صبرنا عليهم، وعدم معرفتنا بالطرق الجديرة بتعليمهم، فإننا نهملهم ويكونون هم المتنفس الذي نصبّ عليهم جلّ غضبنا، ويكونون عرضة للأمراض النفسية وينبذون التعلم.
وإذا زدنا الكيل عليهم وحمي وطيسهم ولم نطفئه شكلوا لنا العصابات المدمرة التي تكاد تكون أقوى من أي مفاعل نووي لشدة دهائم ومكرهم وخبثهم في فتك البشرية ما لم نأخذ بأيديهم، فنكون نحن من ساهم في خلق هذه الفئة التي يطلق عليها فئة صعوبات التعلم. فأصحاب هذه الفئة ليسوا أغبياء ولا كسالى، بل هم متعلمون طبيعيو الذكاء، بل يصل معدل ذكائهم أحياناً إلى فوق الطبيعي، إلا أنهم يعانون خللاً في الجهاز العصبي، بحيث لا يمكنهم تجميع المعلومات وتخزينها في أدمغتهم من أول مرة، بل يحتاجون طرق تعليم خاصة، وذلك يكون باستخدام جميع الحواس من التذوق، والشم، واللمس، والسمع، والبصر.
فمتى ما احتوينا تلك الفئة وصببنا جل اهتمامنا فيها صنعنا من أصحابها توماس آديسون، ووالت دزني، وغراهام بل، وليوناردو دافنشي، وآلبرت آينشتاين، وإذا لم يوجه ذكاء هذه الفئة فإننا نساهم في تدمير البشرية…
وقد قامت دولة الكويت بتوفير البيئة المناخية اللازمة لمثل هذه الفئة- المهضوم حقها منذ سنين- والعناية اللازمة تحت مظلة وزارة التربية، وبالأخص منطقة مبارك الكبير وذلك بافتتاح مدرسة السديم الابتدائية بنين في العام المنصرم، وفي صدد افتتاح مدرسة جون الكويت الابتدائية بنات… للأخذ بأيدي أولئك المتعلمين إلى بر النجاة والإحسان إلى إنسانيتهم ورغبتهم في العلم وفق الطريقة التي يتعلمون بها. فرسالة أصبها في أذن كل معلم ومعلمة: مشروع الدمج قادم لذا فرفقاً بمثل هذه الفئة المغلوبة على أمرها، فليس من السهل اكتشافهم إلا بمرورهم بعدة اختبارات وتشخيص دقيق حتى يمكن القول إنه من فئة صعوبات التعلم، فهو يختلف عن بطيء التعلم، وعن المتأخر دراسياً، بحيث كل يصنف على حدة، فكان الله في عون الجميع ولتؤخذ مهنة التعليم بقوة.
بقلم : عفاف البدر