تُعرَف صعوبات التعلم بأنها:
إحدى المشاكل التي تواجه بعض الأطفال أو الأشخاص خلال مراحل تعلمهم، ولكن لا علاقة لها بمدى ذكاء الطفل، فمعظم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم على مستوى لا بأس به من الذكاء، إلا أن المعلومات تصل إلى أدمغتهم بشكل مختلف نوعاً ما عن الأشخاص العاديين، فيؤثر هذا الاختلاف على كيفية تلقي المعلومات ومعالجتها.
أنواع صعوبات التعلم الأكاديمية :
1- صعوبات القراءة :
الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة، قد يواجهون صعوبات في إدراك أسماء الحروف والأصوات التي يصدرونها. فِهم أن الأصوات هي نفسها الحروف التي تُكوِّن الكلمات. لفظ الكلمات بشكل صحيح، وبالسُّرعة المناسبة. التهجئة الصحيحة للكلمات. فِهم ما يقرؤون.
2- صعوبات الكتابة :
قد يواجه الأطفال الذين يعانون صعوبات الكتابة صعوبات في استخدام القلم. تَذكُر كيفية تشكيل الحروف. رَسم الخطوط أو نَسخ الأشكال، والأبعاد المناسبة بين الأشكال. تمييز علامات الترقيم وكتابتها. تنظيم الأفكار والتعبير عن المشاعر باستخدام القلم والورقة.
3- صعوبات الرياضيات:
قد يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات الرياضيات صعوبات في رَسم الأشكال والتَّعرُف عليها. المفاهيم الرياضية مثل منازل الأرقام وترتيبها، وتحديد الكميات. الكسور، والنسب المئوية، والجبر، والهندسة. فِهم وحدات القياس المختلفة، والقُدرة على تحديد الوقت.
أسباب صعوبات التعلم:
هناك بعض العوامل التي قد تتسبب في اضطراب صعوبات التعلم منها:
· الوراثة: فالطفل الذي يعاني والديه أو إحداهما من صعوبة في التعلم من الممكن أن يتأثر بالمشكلة نفسها.
· المشاكل الصحية أثناء الولادة وبعدها: فقد تتسبب العوامل الصحية أثناء الولادة وبعدها؛ كضعف النمو في الرحم، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المُبكرة، في تعزيز مشكلة الصعوبة في التعلم، كما قد يؤثر التدخين وتناول الكحول والمخدرات خلال فترة الحمل ويزيد من تفاقم المشكلة.
· التعرُض لحوادث مُجهدة أثناء الطفولة: كالتعرُض لإصابة قوية في الرأس، أو ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، أو التعرُض لسوء التغذية، جميع ذلك يؤثر على مستوى التعلم والإدراك لدى الطفل.
· البيئة المحيطة: خلال لعب الأطفال ومحاولتهم لاكتشاف الأشياء من حولهم أثناء طفولتهم، قد يتعرضون للسموم والأمراض التي قد تؤثر على النمو العقلي.
· تعدُد المشكلات: تكون نسبة التعرُض لمشاكل في التركيز، والانتباه، وفَرط في الحركة أكثر عند المصابين بصعوبات التعلم.
تشخيص صعوبات التعلم
من الصعب تشخيص المشكلة لأن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، ولكن مع متابعة الطفل وتصرفاته، والانتباه إلى ما يُكثِر الشكوى منه سواءً في الواجبات المنزلية أو المدرسية، يُمكن تحديد ما إن كان الطفل يعاني من صعوبة في التعلم أم لا، وفي حال ملاحظة أي علامة من العلامات التالية ينبغي اللجوء إلى استشاري مُتخصص في هذا المجال وطلب مساعدته لتخطي هذه المشكلة.
– عدم وجود قابلية للقراءة والكتابة.
– صعوبة في الحفظ.
– إنجاز العمل أو الواجبات ببُطءٍ شديد.
– عدم الالتزام في التوجيهات.
– عدم القدرة على التركيز بالمهمة الموكلة إليه.
– صعوبة في فِهم المعلومات أو الأفكار البسيطة.
– عدم الاهتمام بالأمور الدقيقة، أو الاهتمام المُبالغ فيها.
– ضَعف التواصل الاجتماعي.
– الفوضى والعشوائية.
علاج صعوبات التعلم
التدخُل المبكر مفيد جدا للتقليل من الآثار المحتملة والمترتبة على مشكلة صعوبات التعلم، وإلا فإن إهمال الأمر قد يؤدي إلى تفاقُم المشكلة والدخول في مشاكل نفسية أُخرى قد تؤدي إلى إحباط الطفل، وتزيد من نسبة فشله في المدرسة. حيث تنخفض ثقته بنفسة مما يؤثر على مستقبلة التعليمي الأكاديمي ومستقبلة المهني وحياته الشخصية بوجه عام . والدخول أيضا في مشاكل سلوكية حيث يلجأ الطفل للعدوان والعنف لتأكيد ذاته
بعض الطُّرق التي تُساعد على حل أو التقليل من آثار مشكلة صعوبات التعلم
– اللجوء إلى خدمات التعليم الخاص: من حق الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم أن توفر لهم المدارس العامة خدمات تعليمية خاصة، تضمن لهم بيئة تعليمية تتناسب مع قدراتهم وتُساعدهم على تطوير مهاراتهم، مما يُمكنهم من الحصول على مستوى مناسب من التعليم.
– برامج التعليم الفردي: ففي حال توفير خدمات تعليمية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو لمن يعانون من صعوبات التعلم، سيلتحق كل شخص إلى نظام تعليم فردي يتناسب مع إمكانياته، ويُحدد له الخدمات التي سيحصل عليها والأشخاص الذين سيقومون على تعليمه ومتابعته. التأهيل للتربية الخاصة: بعد تقييم الطفل من قِبَل النظام المدرسي والوصول إلى التشخيص المناسب لحالته، يتم التواصل مع الأهل لإخبارهم بنتيجة التقييم، وعليه يتم إلحاق الطفل بنظام التعليم الخاص به.
– استخدام أساليب معينة في علاج صعوبات التعلم: يتم ذلك من خلال استخدام تقنيات خاصة، كتقنيات التدريس المُكثف الذي يَضمن التكرار للطفل بالإضافة إلى زيادة مُدة التعليم، وذلك لتطوير مهارات القراءة والكتابة لدى الطفل، أو استخدام أسلوب الاستماع من قبل المعلم في طَرح الأسئلة مثلاً بدلاً من قراءتها مما يُسهل فهمها وبالتالي إمكانية الإجابة عليها، كما يتم استخدام التكنولوجيا في علاج صعوبات التعلم لما لها من تأثير كبير على مدى استيعاب وفِهم الطفل عن طريق رسم الأشكال له، أو استخدام القوافي والموسيقى لفِهم وتذكُر بعض الدروس التي يتعسر فهمها في الرياضيات أو اللغة مما يجعل فهمها أسهل، والكثير من الأساليب الأُخرى.
وعلى الوالدين عدم إهمال الطفل الذي يعاني من اضطراب صعوبات التعلم وتقديم رعاية خاصة له، فالاهتمام به يَجعل تجاوز هذه المشكلة أسهل،
ومما يُمكِن أن يقوم به الوالدين تجاه طفلهم ما يأتي:
– التركيز على نقاط القوة لديه: أي طفل لديه مواهب وقُدرات تختلف عن الآخرين، فعلى الوالدين البحث عن المجال الذي يُبدع فيه طفلهم والعمل على تطويره وتنميته، بالإضافة إلى أهمية مدح ابنهم والثناء عليه الذي يزيد من حماسه وحبه للتعلم، ويزيد من ثقته بنفسه.
– تنمية مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي: غالباً الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، تتولد لديهم مشاكل نفسية أُخرى تجعلهم يميلون للعُزلة والحُزن والغَضب أحياناً، وهنا يبرز دور الوالدين في التقرُب من الطفل ومحاولة توضيح الأمر له بشكل مُبسط، وإقناعه بأنه ذكي ومميز، ولكن بطريقة مختلفة عن الآخرين، كما يُمكن دمج الطفل بالمراكز والأندية الثقافية التي تُمكنه من تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية.
كتب بواسطة https://purecenterkw.com/