تشغل مشكلة اضطراب الهوية الجنسية للأطفال بصورة أكبر الأهل الذين يربون صبياً وحيداً مع أكثر من فتاة أو فتاة وحيدة بين إخوة الصبيان، نظراً لما يمكن أن يواجهون من خطر اضطراب في الهوية الجنسية عند أطفالهم. لذلك تناولنا تلك المشكلة في هذه الحلقة من سلسلة مدونة بيور
تعريفه: هو توتر شديد ينتاب الطفل حول جنسه ، ويتبدى في إصــراره على أنـه من الجنس الآخـر ، أو رغبته الملحة في أن يصبح من جنسٍ غير جنسه .
انتشار الاضطراب:
اضطراب الهوية الجنسية ليس قليل الانتشار كما يتخيل البعض. ولكنه قد يبقى مختفياً أو يختفي مع ضغط المجتمع. وربما كان سبب تردد الذكور على العيادة النفسية للعلاج أن المجتمع لا يقبل تخنث الولد كما يقبل خشونة البنت التي يتقبلها المجتمع كمظهر للقوة لا للشذوذ.
مسار الاضطراب:
يبدأ هذا الاضطراب قبل سن الرابعة غالباً ، ويزداد قبل الثانية عشرة. وقد يحدث لما نسبته 30-60% من الذكور أصحاب الاضطراب شذوذاً عملياً بالممارسة مع نفس جنسهم (الجنسية المثلية) ، بينما نسبة قليلة جداً من البنات يحدث لهن هذا الشذوذ ، وحينما يكبر هؤلاء الأطفال وقد صاحبهم هذا الاضطراب فإنه يمكن
تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف:
1) فئة المتخنثين: وهم من يلبس ملابس الجنس الآخر و لو سراً ، ويستثار جنسياً عند فعل ذلك وقد يمارس العادة السرية حينها.
2) فئة الشذوذ الجنسي : وهم من يمارسون الجنس متقمصين دور الجنس الآخر (إذا كانت أنثى مارست دور الذكر ، أو ذكراً مارس دور الأنثى) ، أو من يسمون بالجنسية المثلية و قد سبق الإشارة إليهم قبل قليل.
3) فئة الانقلاب الجنسي: وهذه الفئة لا ترضى بغير تغيير الجنس ، وقد تسعى لذلك من خلال العيادات المختصة في الغدد واستخدام الهرمونات أو من خلال عيادات الجراحة لإزالة الأعضاء التناسلية و تغيير الجنس.
أعراض اضطرابات الهوية الجنسية عند الأطفال:
-تضارب واضح بين الجنس المولود به الطفل والجنس المرغوب فيه.
-الرغبة القوية في أن يكون الطفل من الجنس الآخر أو الإصرار على أنه بالفعل من الجنس الآخر.
-اللباس بالنسبة للأطفال الذكور فلديهم تفضيل قوي لديهم لخلع الملابس أو ارتداء الملابس الأنثوية، أما في الإناث فلديهن تفضيل قوي لارتداء الملابس الرجالية مع مقاومة قوية لارتداء الملابس الأنثوية.
-تفضيل قوي لتبديل أدوارهم الجنسية في الألعاب العادية أو المتخيلة بتفضيلهم للأنشطة والألعاب التي يقوم بها الجنس الآخر.
-تفضيل قوي لاختيار رفقاء اللعب طول الوقت من الجنس الآخر.
-ترافق الحالة حالة كرب وضعف في التواجد الاجتماعي بين الأقران من نفس الجنس في المدرسة.
-كرب شديد ينتاب الطفل حول جنسه وإصراره على انه من الجنس الآخر او رغبته الملحة في ان يصبح من جنس غير جنسه مع الرفض الدائم للتركيب التشريحي والانشغال بأنشطة من هم من غير جنسه.
-فالإناث المصابات بهذا الاضطراب يمارسن الالعاب الخشنة ويلعبن دور الذكور ويخترن العابهم ويبتعدن عن اللعب بالعرائس والذكور المصابين بهذا الاضطراب فتكون المظاهر واضحة في حبه لبس الفساتين ولعبه بالعرائس ولا يحب اللعب مع الاولاد ويبدأ هذا الاضطراب قبيل الرابعة من العمر ويزداد في عمر المدرسة الابتدائية وبخاصة في الفئة العمرية 7-8 سنوات .
أسباب مشكلة اضطراب الهوية الجنسية لدى الأطفال:
عدم اهتمام الوالدين لما يظهر على أطفالهم من سلوكيات مغايرة لجنسهم أو تشجيع الوالدين أو صمتهم .
-افتقاد الطفل للأب او الأخ الذي يعلمه مظاهر الرجولة وافتقاد الطفلة لوجود أم أو أخت تعلمها مظاهر الانوثة .
-عدم انجاب الأم للذكور فتنادي الفتاة باسم ذكر لتحقيق رغبتها بوجود ابن ذكرو العكس.
-وجود ملامح أنثوية لدى الأطفال الذكور من العوامل المهيئة لحدوث الاضطراب للذكور وكذلك وجود ملامح ذكورية لدى الاناث .
-وتقول النظريات التحليلية إن توحد الطفل مع والده من الجنس الآخر قد يؤثر في ميوله وتكوين هويته. فالولد اللصيق بأمه بشكل كبير قد ينمو ليصبح أنثوي الهوية أو الميول. كما أن الأذى الجسدي أو الجنسي الذي يقع على الطفل في سن مبكرة قد يجعله يحلم باختفاء هذا الأذى وزواله لو تحول للجنس الآخر مما يؤثر على تطور هويته.
علاج مشكلة اضطراب الهوية الجنسية لدى الأطفال:
-محاولة غرس النمط السلوكي لكل جنس والتركيز على سلوك الطفل وتشجيعه على مطابقة جنسه .
-توجيه الوالدين لتصحيح دورهم في السلوك الذي ينتهجانه مع الطفل .
-عرض الطفل على أخصائي لتأكيد هوية الطفل و إقناعه بنوع جنسه.
علما أن خدمة علاج مثل هذه المشكلة يتم تقديمها لدى بيور, للاستفسار عبر الرقم 98822465.