في مقال سابق تحدثت عن التحرر من القيود، ولم أوضح طريقة هذا التحرر بالضبط، لذا أود أن أستدرك في هذا المقال بعض الطرق التي تساعدك على التحرر من قيودك النفسية والفكرية.
يقول المولى عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذا اهْتَدَيْتُمْ”، فأول الطرق في التحرر من القيود: كن مسؤولاً عن ذاتك وعليك بنفسك، وما أقصده بذلك أن سلوكك عبارة عن أربعة عناصر وهي تفكيرك ومشاعرك والتصرف الناتج عنك والأحداث الفسيولوجية التي تحدث من ارتفاع الضغط أو هبوطه، أو سرعة ضربات القلب، والتعرق، والرجفة، والإغماء.
فإذا أدركت أنك مسؤول عن كل هذه الأمور فإنه يمكنك أن تتحكم بها وتسيطر عليها من خلال اختيار السلوك المناسب أو الشعور المناسب أو الفكرة المناسبة أو ما يحدث من أعراض فسيولوجية .
سأضرب مثالاً للتوضيح: أحدهم وجه إليك سباباً، الإنسان غير المسؤول ماذا يفعل؟ يرد عليه وتثور أعصابه وقد يصل معه إلى حد الضرب… ما حدث هنا هو أن هذه المسبة عنت له شيئا في داخله، لذا تفاعل معها وبدر منه كل هذا السلوك، وقد يؤدي ذلك إلى تحميله هو الخطأ لأنه وصل إلى حد الاعتداء بالضرب فيدخل السجن بسبب ذلك.
نفس المثال لإنسان مسؤول واع متحكم في أفكاره ومشاعره واختيار السلوك المناسب، يكون الرد كالتالي: إما اللامبالاة (التطنيش)، أو الحوار وسؤاله عن سبب هذا السباب، مع عدم إعطاء الموضوع أهمية من داخله – أي متحكم في شعوره- فيصل به إما أن يعتذر إليه الشخص المخطئ، أو أن يتجاهل ذلك الشخص؛ كي يحافظ على سلامه الداخلي .
الطريقة الثانية الوعي والإدراك بأنك أنت المتحكم بذاتك والمسيطر، فالريموت كنترول (جهاز التحكم) بيدك، فلو أخذنا المثال السابق لوجدنا أن من أثرت فيه الكلمة ليس بيده الريموت كنترول بل بيد الآخرين، فهو مستثار على الدوام غير قادر إلا على اختيار تصرف واحد قد بُرمِج عليه، بينما الآخر الكنترول بيده فلديه عدة خيارات يتخذ منها ما يشاء، حتى لو شاء أن يغضب، فبيده أن يظهر مظاهره دون انفعال داخلي، متحكماً تماما في الموقف، وهذا لا يتأتى إلا بإدراكك أن الله أكرمك وأعطاك أفضل نعمة وهي نعمة الاختيار.
بقلم : عفاف البدر