الحمل والولادة من الأحداث الهامة في حياة المرأة، واكتئاب النفاس أو ما بعد الولادة، هو اضطراب نفسي معروف، ويصيب سيدة من كل عشرة في الأسابيع الأربعة التي تلي الولادة على الأقل ، وأحياناً بعد ذلك.
وتشعر المرأة بالحزن دون مبرر وتبكي ويضطرب نومها وأكلها، ويلاحظ أن حالتها النفسية تكون أسوأ في الصباح ولكنها قد تتحسن في المساء، عدم الاستمتاع وعدم الرغبة في عمل أي شيء، وقد يترافق هذا مع العصبية والشعور بالذنب وعدم القدرة على تحمل مسؤولية المولود، وقد تخاف بشدة على المولود وأحياناً ترفضه وتقول للأسرة لا أريده، يلاحظ عليها الارتباك وعدم التركيز والنسيان، وقد يخيم التشاؤم عليها وتفكر بالموت و الإنتحار وحتى أنها قد تقتل الطفل رحمة له من عذاب الدنيا قبل الإنتحار، وتتراوح شدة المرض من درجه بسيطة الى متوسطة الى شديده ،والسبب في هذا الإكتئاب ليس واحداً بل تتظافر عدة عوامل من وراثية وحياتيه وبيولوجية في حدوث هذا الاضطراب، ويؤدي كل ذلك إلى الخلل الكيميائي في مراكز المزاج في الدماغ.
مع الأسف .. كثيراً ما تتأخر المرأة في الوصول للعلاج وذلك لعدم معرفتها أو لآن الأسرة تبحث عن مبررات، مثل أنها مرهقة من إرضاع الطفل أو أن هناك مشاكل زوجية، وإذا فكروا بالعلاج فكثيراً ما يلجأوا للمشعوذين.
وحقيقة الأمر أن إكتئاب النفاس من الإضطرابات النفسية التي تتجاوب مع العلاج وبشكل سريع، وهو عادة علاج دوائي مضاد للإكتئاب وعلاج نفسي داعم أو معرفي وسلوكي حسب الحالة.
بقلم : pure center